تعتبر مدينة كونستانتسا واحدة من أقدم وأكبر المدن الساحلية في رومانيا، وتقع على ضفاف البحر الأسود، مما يجعلها وجهة مفضلة للسياح من جميع أنحاء العالم. يعود تاريخ المدينة إلى أكثر من 2500 عام، وتأسست من قبل الإغريق تحت اسم توميس، قبل أن تصبح جزءًا من الإمبراطورية الرومانية التي أعادت تسميتها بكونستانتسا نسبة إلى الإمبراطور قسطنطين الكبير.
تزخر كونستانتسا بالمعالم التاريخية التي تعكس تعدد الثقافات التي مرت على المدينة. يُعد كازينو كونستانتسا الشهير رمزًا معمارياً يجمع بين الفن الآرت نوفو والطراز المعماري الأوروبي، وقد شُيد عام 1910 ليصبح واحدًا من أجمل كازينوهات أوروبا. كما يمكن للزوار زيارة “متحف الفولكلور الروماني” الذي يتيح لهم التعرف على التراث الشعبي الروماني من خلال الحرف اليدوية والأزياء التقليدية والتحف الفنية.
أما “متحف التاريخ والآثار الوطنية” فيعرض آثارًا قديمة من الحقبة الرومانية، بما في ذلك تماثيل، وأعمال خزفية، ونقوش أثرية تعكس ثراء التراث الحضاري في المنطقة. وتعد “المسجد الكبير” أو “مسجد كارول” معلمًا سياحيًا بارزًا بفضل قبة المسجد المرتفعة وبرج الساعة المميز.
كونستانتسا ليست فقط مدينة تاريخية، بل هي أيضًا وجهة استجمام مميزة بفضل شواطئها الخلابة مثل شاطئ مامايا الشهير. يُعتبر مامايا أحد أفضل الشواطئ في أوروبا، ويجذب العديد من الزوار الراغبين في الاستمتاع بالمياه الزرقاء الصافية والرمال الناعمة. تنتشر على طول الساحل المنتجعات الفاخرة والمطاعم والمقاهي، مما يوفر للزائرين فرصة للاسترخاء وسط أجواء بحرية ساحرة.
يمكن للزائرين في كونستانتسا الاستمتاع بالعديد من الأنشطة الترفيهية، مثل ركوب القوارب في البحر الأسود، وزيارة الحدائق المائية، وممارسة الرياضات المائية. كما يقام في المدينة سنويًا مهرجان الصيف في مامايا، حيث تُنظم فعاليات موسيقية واستعراضية تجذب الفنانين من داخل وخارج رومانيا.
تجمع كونستانتسا بين جمال الطبيعة وعراقة التاريخ، مما يجعلها وجهة متميزة تلائم كافة الأذواق. سواء كنت من محبي الاسترخاء على الشاطئ أو من عشاق استكشاف المعالم التاريخية، فإن كونستانتسا تعد بتقديم تجربة سياحية فريدة وممتعة على ساحل البحر الأسود.
