فعلى الرغم من تاريخها الممتد حتى 800 سنة خلت، إلا أن ما يميز إنسبروك لا ينحصر بتاريخها واحتوائها على أحد أجمل مراكز المدن في أوروبا، وإنما يشمل أيضاً مجتمعها اليافع والحيوي الزاخر بطلاب الجامعات والمظاهر العمرانية المتطورة.
توفر إنسبروك خيارات متنوعة لا يكون معها الزائر مجبراً على الاختيار بين القصور الامبراطورية أو المراكز التجارية أو بين حذاء المشي أو الكعب العالي. فالخياران ممكنان في مدينة هي أفضل من جمع بين هذين العالمين. هل هناك أي مكان آخر تستطيع فيه التجول في مركز مدينة باروكي قوطي ومن ثم الاتجاه للاستمتاع بأشعة الشمس على شرفة مطعم مطلة على سفح الجبل بعد أقل من عشرين دقيقة؟ إن جبال إنسبروك لم تكن يوماً بهذا القرب من مركز المدينة، ويعود الفضل في هذا القرب إلى محطة تلفريك تم تصميمها من قبل المهندسة المعمارية العراقية الأصل “زها حديد” إلى جانب سكة حديد معلقة تنقل الزوار من قلب المدينة إلى جبال الألب خلال دقائق قليلة.
تقع قرى إنسبروك السياحية على ارتفاع 1,000 متر، وعلى بعد 10-30 دقيقة فقط من المدينة. وهي كثيراً ما تبدو كتلك القرى الخارجة من الحكايات، حيث تقبع على هضاب مورقة خضراء محاطة بالغابات والبحيرات، الأمر الذي يجعل منها المكان المثالي لممارسة كل ما يمكن تخيله من نشاطات خارجية، كلعب الغولف في بقاع الألب وركوب الدراجات الكهربائية وحتى القيام بنزهات طويلة على الأقدام. وللأطفال أيضاً حصتهم من النشاطات التي تتضمن ممارسة رياضة التزلج على الزلاجات الجماعية.
نظراً لكل ذلك، يشكل القرب بين مركز المدينة ومنحدراتها عامل الجذب الرئيسي لمدينة إنسبروك، وهو ما يجعل من الشائع جداً مشاهدة أناس يتجولون في مركز المدينة القديم مرتدين حلة التزلج وحاملين أحذية تزلجهم على أكتافهم. لكن، لا تظن أنهم ضلوا الطريق حينها، بل إنهم في طريقهم إلى محطة التلفريك لتأخذهم إلى المنحدرات لممارسة رياضة التزلج بحماس ومتعة لا مثيل لهما.
ولمتعة ما بعد التزلج، يتوفر في إنسبروك مجموعة من مرافق التجزئة التي تتضمن متاجر لأسماء معروفة في عالم الموضة، والمنتجات الجلدية، والمجوهرات وإبداعات الكريستال المذهلة في متجر سواروفسكي الأكبر في العالم، كل ذلك في شارع “ماريا تيريزا” عند جادة إنسبروك الرئيسية. إلى جانب ذلك، يتواجد في وسط المدينة مركزا تسوق رائعان هما “كاوفهاوس تايرول” و”راتهاوس غالرين”، والكثير غيرهما في ضواحي المدينة. كما أن عسل ورد جبال الألب المتفرد “آلبين روز هاني” وكعكة الشوكولاتة النمساوية الشهيرة “زاخر تورته” بمذاقهما اللذيذ وتغليفهما الرائع يمثلان هدايا تذكارية محبوبة عند العودة إلى الوطن.