باريس.. أهم أماكن ومعالم مدينة النور والجمال

لا تشبه السياحة في باريس مدينة النور أي تجربة سياحية أخرى مررت بها في حياتك، مجرد التجول بين شوارعها بكل ما تحتويه من زخم فني وثقافي هو في حد ذاته تجربة رائعة لا يمكن حدوثها في أي مكان آخر في العالم.

يفر الظلام من باريس، تلك المدينة الساحرة التي خلبت عقول الناس على مر السنين، مدينة الرومانسية والثقافة والفنون، ومركز العالم الحضاري، اللؤلؤة القابعة هناك في منتصف فرنسا تماما، لتكون من بين أهم العواصم وأكثرها شهرة وثراء، حيث أماكن السياحة في باريس تتصدر دائما قوائم مراكز الجذب السياحي في العالم.

تقع العاصمة  الفرنسية باريس على ضفاف نهر السين بمنطقة إيل دو فرانس، ويبلغ عدد سكان المدينة والضواحي التابعة لها حوالي 12 مليون نسمة، بينما يعيش داخل المدينة حوالي مليونين ونصف نسمة، وهي من أهم المراكز السياحية والاقتصادية في العالم، بلغ إنتاجها المحلي حوالي 610 مليار يورو، وهو رقم ضخم بالنسبة لمدينة واحدة، كذلك يزيد عدد زوارها عن 33 مليون سائح سنويا، لتحتل بهذا العدد المرتبة الثالثة عالميا بين كبرى المدن السياحية.

وتشتهر باريس بألقاب عديدة، فتعرف بعاصمة الموضة، ومدينة الحب، لكن لقبها الأشهر هو (مدينة النور)، ذلك اللقب الذي حصلت عليه كونها أشهر مراكز العلم والفكر أثناء عصور التنوير، وأيضا لاستخدامها نظام إنارة الشوارع مبكرا جدا. وقد عرفت باريس بهذا اللقب أواخر القرن التاسع عشر، عندما قام البارون (هوسمان) أيام نابليون الثالث بإزالة الأحياء والشوارع التي ترجع للعصور الوسطى، وحول العاصمة باريس إلى إحدى المدن الأكثر حداثة في العالم.

مباني باريس القديمة هي سمة مميزة لها، حيث يتم الحفاظ عليها وتشريع القوانين للعمل على ذلك. ومن خلال هذه المباني تتبدى سمات المعمار القوطي المميزة والجميلة، كما ترى مثلا في كاتدرائية نوتردام دو باري، التي تعد من أبرز أماكن السياحة في باريس وأكثرها جذبا للزوار. وبشكل عام يعد النصف الثاني من القرن الـ19 هو الفترة الأبرز في تاريخ باريس المعماري، حيث تم إنشاء العديد من التحف المعمارية المميزة، مثل رمز المدينة الأهم (برج إيفل)، الذي تم بناؤه عام 1889م.

باريس عاصمة الفن والثقافة

اعتبرت باريس على مر السنين أكثر المدن الجاذبة للفنانين، حيث قدموا إليها من شتى بقاع العالم لتحصيل قدر عال من الثقافة، واستلهام أعمالهم الفنية من خلال تجاربهم الحياتية المميزة على أرض باريس. لهذا اعتبرت باريس مدينة الفن بلا منازع.

كذلك فقد كان لفناني إيطاليا الذين جاؤوا لباريس أثرهم العميق خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر في السمات التي ميزت الفنون الباريسية، خاصة بمجالات الرسم والنحت، حيث حظيت تلك الفنون باهتمام واسع من قبل الطبقات العليا في المجتمع، الذين تنافسوا على شراء اللوحات لتزيين قصورهم بها. وقد تم تأسيس أكاديمية الرسم والنحت بباريس عام 1648م، لاستيعاب كل هذا الكم من الأعمال الفنية الخالدة، لتعتبر من أهم أماكن السياحة في باريس وأكثرها قيمة ومكانة.

كذلك تمت كتابة العديد من الروايات والكتب في باريس، ومن الصعوبة بمكان حصرها، لكن من أشهر تلك الأعمال نجد رواية فكتور هوغو الشهيرة (أحدب نوتردام) وروايته (البؤساء)، كذلك الكاتب الشهير أونوريه دي بلزاك وكتابه الفريد (الملهاة الإنسانية)، وألكسندر دوماس برواياته الشهيرة ومنها (الكونت دي مونت كريستو) و(الفرسان الثلاثة) التي كتبت أيضا في باريس.

وقد هاجر الكثير من الكتاب والروائيين للإقامة في باريس، من بينهم إرنست همينغواي الروائي الأمريكي الشهير، الذي كتب في باريس عدة روايات، منها (ثم تشرق الشمس). وجيمس جويس وصمويل بيكيت الأيرلنديين، وقد عاش الأول حوالي عشرين عاما في باريس وألف بها روايته (عوليس). بالإضافة إلى جيرترود شتاين الكاتبة الأمريكية الشهيرة. وغيرهم الكثيرين ممن زاروا باريس ووهموا بها أمثال الشاعر الكبير بابلو نيرودا.

للحجز والاستفسار اتصل الآن